منتدى القدوة الحسنة اون لاين

اهلاااااا ومرحبااااااااااا بيك فى منتدانا
ضيفا عزيزا عليناااا عزيزى الزائر
قم بالتسجيل لدينا وستنال افضل
المعلومات الدينية.





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى القدوة الحسنة اون لاين

اهلاااااا ومرحبااااااااااا بيك فى منتدانا
ضيفا عزيزا عليناااا عزيزى الزائر
قم بالتسجيل لدينا وستنال افضل
المعلومات الدينية.



منتدى القدوة الحسنة اون لاين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى القدوة الحسنة اون لاين يرحب بالزائرين.


2 مشترك

    أسرار ترتيب سور القرآن الكريم ( الجزء الثاني )

    امير العفاسى
    امير العفاسى
    عضو جديد
    عضو جديد


    أسرار ترتيب سور القرآن الكريم ( الجزء الثاني ) Empty أسرار ترتيب سور القرآن الكريم ( الجزء الثاني )

    مُساهمة  امير العفاسى الجمعة 02 أبريل 2010, 9:27 am

    سورة الانعام
    قال بعضهم: مناسبة هذه السورة لآخر المائدة: أنها افتتحت بالحمد، وتلك ختمت بفصل القضاء، وهما متلازمتان كما قال: (وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) وقد ظهر لي بفضل الله مع ما قدمت الإشارة إليه في آية (زين للناس) أنه لما ذكر في آخر المائدة (للَهِ مُلكُ السموات والأَرض وما فيهن) على سبيل الإجمال، افتتح هذه السورة بشرح ذلك وتفصيله فبدأ بذكر: أنه خلق السموات والأرض، وضم إليه أنه جعل الظلمات والنور، وهو بعض ما تضمنه قوله: (وما فيهن) في آخر المائدة وضمن قوله: (الحمد لله) أول الأنعام أن له ملك جميع المحامد، وهو من بسط: (للَهِ مُلكُ السمواتِ والأَرض وما فيهن) في آخر المائدة:
    ثم ذكر: أنه خلق النوع الإنساني، وقضى له أجلاً مسمى، وجعل له أجلاً آخر للبعث، وأنه منشئ القرون قرنا بعد قرن، ثم قال: (قل لمن ما في السموات والأَرض) فأثبت له ملك جميع المنظورات ثم قال: (قل لمن ما في السموات والأرض) فأثبت له ملك جميع المنظورات ثم قال: (وله ما سكن في الليل والنهار) فأثبت له ملك جميع المظروفات لظرفي الزمان ثم ذكر أنه خلق سائر الحيوان، من الدواب والطير، ثم خلق النوم واليقظة، والموت والحياة، ثم أكثر في أثناء السورة من ذكر الخلق والإنشاء لما فيهن، من النيرين، والنجوم، وفلق الإصباح، وخلق الحب والنوى، وإنزال الماء، وإخراج النبات والثمار بأنواعها، وإنشاء جنات معروشات وغير معروشات، والأنعام، ومنها حمولة وفرش وكل ذلك تفصيل لملكه ما فيهن: وهذه مناسبة جليلة ثم لما كان المقصود من هذه السورة بيان الخلق والملك، أكثر فيها من ذكر الرب الذي هو بمعنى المالك والخالق والمنشئ، واقتصر فيها على ما يتعلق بذلك من بدء الخلق الإنساني والملكوتي، والملكي والشيطاني، والحيواني والنباتي، وما تضمنته من الوصايا، فكلها متعلق بالقوام والمعاش الدنيوي، ثم أشار إلى أشراط الساعة فقد جمعت هذه السورة جميع المخلوقات بأسرها، وما يتعلق بها، وما يرجع إليها، فظهر بذلك مناسبة افتتاح السور المكية بها، وتقديمها على ما تقدم نزوله منها وهي في جمعها الأصول والعلوم والمصالح الدنيوية نظير صورة البقرة في جمعها العلوم والمصالح الدينية ما ذكر فيها من العبادات المحضة، فعلى سبيل الإيجاز والإيماء، كنظير ما وقع في البقرة من علوم بدء الخلق ونحوه، فإنه على سبيل الاختصار والإشارة فإن قلت: فلم لا أفتتح القرآن بهذه السورة، مقدمة على سورة البقرة، لأن بدء الخلق مقدم على الأحكام والتعبدات؟ قلت: للإشارة إلى أن مصالح الدين والآخرة مقدمة على مصالح المعاش والدنيا، وأن المقصود إنما هو العبادة، فقدم ما هو الأهم في نظر الشرع، ولأن علم بدء الخلق كالفضلة، وعلوم الأحكام والتكاليف متعين على كل واحد فلذلك لا ينبغي النظر في علم بدء الخلق وما جرى مجراه من التواريخ إلا بعد النظر في علم الأحكام وإتقانه ثم ظهر لي بحمد الله وجه آخر، أتقن مما تقدم وهو أنه لما ذكر في سورة المائدة (يا أَيُها الذينَ آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا) إلى آخره، فأخبر عن الكفار أنهم حرموا أشياء مما رزقهم الله افتراء عليه، وكان القصد بذلك تحذير المؤمنين أن يحرموا شيئاً مما أحل الله، فيشابهوا بذلك الكفار في صنيعهم وكان ذكر ذلك على سبيل الإيجاز، ساق هذه السورة لبيان ما حرمه الكفار في صنيعهم، فأتى به على الوجه الأبين والنمط الأكمل، ثم جادلهم فيه، وأقام الدلائل على بطلانه، وعارضهم وناقضهم، إلى غير ذلك مما اشتملت عليه القصة فكانت هذه السورة شرحاً لما تضمنته المائدة من ذلك على سبيل الإجمال، وتفصيلاً وبسطاً، وإتماماً وإطناباً وافتتحت بذكر الخلق والملك، لأن الخالق والمالك هو الذي له التصرف في ملكه، ومخلوقاته، إباحة ومنعاً، وتحريماً وتحليلاً، فيجب ألا يتعدى عليه بالتصرف في ملكه وكانت هذه السورة بأسرها متعلقة بالفاتحة من وجه كونها شارحة لإجمال قوله: (ربِ العالمين) وللبقرة من حيث شرحها لإجمال قوله: (الذي خلقَكُم والذين من قبلكم) وقوله: (هو الذي خلقَ لكُم ما في الأَرض جميعاً) وبآل عمران من جهة تفصيلها لقوله: (والأنعام والحرب) وقوله: (كُلُ نفسٍ ذائقة الموت) الآية وبالنساء من جهة ما فيها من بدء الخلق، والتقبيح لما حرموه على أزواجهم، وقتل البنات بالوأد وبالمائدة من حيث اشتمالها على الأطعمة بأنواعها وفي افتتاح السور المكية بها وجهان آخران من المناسبة الأول: افتتاحها بالحمد والثاني: مشابهتها للبقرة، المفتتح بها السور المدنية، من حيث أن كلاً منهما نزل مشيعاً ففي حديث أحمد: (البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً) وروى الطبراني وغيره من طرق: (أن الأنعام شيعها سبعون ألف ملك) وفي رواية (خمسمائة ملك) ووجه آخر، وهو: أن كل ربع من القرآن افتتح بسورة أولها الحمد وهذه للربع الثاني، والكهف للربع الثالث، وسبأ وفاطر للربع الرابع

    وجميع هذه الوجوه التي استنبطتها من المناسبات بالنسبة للقرآن كنقطة من بحر ولما كانت هذه السورة لبيان بدء الخلق، ذكر فيها ما وقع عند بدء الخلق، وهو قوله: (كتب ربكم على نفسه الرحمة) ففي الصحيح: (لما فرغ الله من الخلق، وقضى القضية، كتب كتاباً عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي)
    سورة الأعراف
    أقول: مناسبة وضع هذه السورة عقب سورة الأنعام فيما ألهمني الله سبحانه: أن سورة الأنعام لما كانت لبيان الخلق، وقال فيها: (هوَ الذي خلَقَكُم من طين) وقال في بيان القرون: (كَم أَهلكنا من قبلهم من قرن) وأشير فيها إلى ذكر المرسلين، وتعداد كثير منهم، وكانت الأمور الثلاثة وتفصيلها فبسط فيها قصة خلق آدم أبلغ بسط، بحيث لم تبسط في سورة كما بسطت فيها وذلك تفصيل إجمال قوله: (خلَقَكُم مِن طين) ثم فصلت قصص المرسلين وأممهم، وكيفية إهلاكهم، تفصيلاً تاماً شافياً مستوعباً، لم يقع نظيره في سورة غيرها، وذلك بسط حال القرون المهلكة ورسلهم، فكانت هذه السورة شرحاً لتلك الآيات الثلاثة وأيضاً، فذلك تفصيل قوله: (وهوَ الذي جعلَكُم خلائفَ الأَرض) ولهذا صدر هذه السورة بخلق آدم الذي جعله الله في الأرض خليفة وقال في قصة عاد: (جعلَكُم خُلفاء مِن بعدِ قوم نوح) وفي قصة ثمود: (جعلَكُم خُلفاء من بعد عاد) وأيضاً فقد قال في الأنعام: (كتَبَ ربَكُم على نفسهِ الرحمة) وهو موجز، وبسطه هنا بقوله: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) إلى آخره فبين من كتبها لهم وأما وجه ارتباط أول هذه السورة بآخر الأنعام فهو: أَنه قد تقدم هناك: (وأَن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه) وقوله: (وهذا كتابٌ أَنزلناهُ مباركٌ فاتبعوه) وقوله: (وهذا كتابٌ أَنزلناهُ مباركٌ فاتبعوه) فافتتح هذه السورة أيضاً باتباع الكتاب في قوله: (كتاب أُنزِلَ إِليك) إِلى (اتبعوا ما أُنزِلَ إِليكُم مِن رَبِكُم) وأيضاً لما تقدم في الأنعام: (ثم يُنبئهم بِما كانوا يَفعَلون) (ثُمَ إِلى ربِكُم مرجِعكم فيُنَبِئكُم بما كنتم فيه تختَلفون) قال في مفتتح هذه السورة: (فلنسأَلن الذينَ أُرسِلَ إِليهم ولنسألن المُرسَلين) (فلنقصن عليهم بعلم) وذلك شرح التنبئة المذكورة وأيضاً فلما قال في الأنعام: (من جاء بالحسنة فله عشر أَمثالِها) وذلك لا يظهر إلا في الميزان، افتتح هذه السورة بذكر الوزن، فقال: (والوزن يومئذٍ الحق) ثم ذكر من ثقلت موازينه، وهو من زادت سيئاته على حسناته، ثم ذكر بعد ذلك أصحاب الأعراف، وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم
    سورة الأنفال
    اعلم أن وضع هذه السورة وبراءة هنا ليس بتوقيف من الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، كما هو الراجح في سائر السور، بل اجتهاد من عثمان رضي الله عنه وقد كان يظهر في بادئ الرأي: أن المناسب إيلاء الأعراف بيونس وهود، لاشتراك كل في اشتمالها على قصص الأنبياء، وأنها مكية النزول، خصوصاً أن الحديث ورد في فضل السبع الطوال، وعدوا السابعة يونس، وكانت تسمى بذلك كما أخرجه البيهقي في الدلائل ففي فصلها من الأعراف بسورتين هما الأنفال، بالنسبة إلى الأعراف وبراءة وقد استشكل ابن عباس حبر الأمة قديماً ذلك فأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم عن ابن عباس قال قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهني من المئين، فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطوال؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان يكتب، فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وكانت الأنفال من أوائل ما نزل، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطوال

    فانظر إلى ابن عباس رضي الله عنه، كيف استشكل علي عثمان رضي الله عنه أمرين: وضع الأنفال وبراءة في أثناء السبع الطوال، مفصولاً بهما بين السادسة والسابعة، ووضع الأنفال وهي قصيرة مع السور الطويلة وانظر كيف أجاب عثمان رضي الله عنه أولاً بأنه لم يكن عنده في ذلك توقيف، فإِنه استند إلى اجتهاد، وأنه قرن بين الأنفال وبراءة لكونها شبيهة بقصتها في اشتمال كل منهما على القتال، ونبذ العهود، وهذه وجه بين المناسبة جلى، فرضى الله عن الصحابة، ما أدق أفهامهم! ما أدق أفهامهم! وأجزل آراءهم! وأعظم أحلامهم! وأقول: يتم بيان مقصد عثمان رضي الله عنه في ذلك بأمور فتح الله بها: الأول: أنه جعل الأنفال قبل براءة مع قصرها، لكونها مشتملة على البسملة، فقدمها لتكون لفظة منها، وتكون براءة بخلوها منها كتتمتها وبقيتها، ولهذا قال جماعة من السلف: إن الأنفال وبراءة سورة واحدة، لا سورتان الثاني: أنه وضع براءة هنا لمناسبة الطول، فإنه ليس في القرآن بعد الأعراف أنسب ليونس طولاً منها، وذلك كاف في المناسبة الثالث: أنه خلَّل بالسورتين الأنفال وبراءة أثناء السبع الطوال المعلوم ترتيبها في العصر الأول، للإشارة إلى أن ذلك أمر صادر لا عن توقيف، وإلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض قبل أن يبين محلهما، فوضعا كالموضع المستعار بين السبع الطوال، بخلاف ما لو وضعتا بعد السبع الطوال، فإنه كان يوهم أن ذلك محلهما بتوقيف، وترتيب السبع الطوال يرشد إلى دفع هذه الوهم فانظر إلى هذه الدقيقة التي فتح الله بها، ولا يغوص عليها إلا غواص الرابع: أنه لو أخرهما وقدم يونس، وأتى بعد براءة بهود، كا في مصحف أبي بن كعب، لمراعاة مناسبة السبع الطوال، وإيلاء بعضها بعضاً، لفات مع ما أشرنا إليه أمر آخر آكد في المناسبة فإن الأولى بسورة يونس أن تولى بالسور الخمس التي بعدها، لما اشتركت فيه من الاشتمال على القصص، ومن الافتتاح بالذكر، وبذكر الكتاب، ومن كونها مكيات، ومن تناسب ما عدا الحجر في المقدار وبالتسمية باسم نبي، والرعد إسم ملك، وهو مناسب لأسماء الأنبياء فهذه سنة وجوه في مناسبة الاتصال بين يونس وما بعدها، وهي أكثر من ذلك الوجه السابق في تقديم يونس بعد الأعراف ولبعض هذه الأمور قدمت سورة الحجر على النحل، مع كونها أقصر منها ولو اخرت براءة عن هذه السور الست المناسبة جداً بطولها لجاءت بعد عشر سور أقصر منها بخلاف وضع سورة النحل بعد الحجر، فإنها ليست كبراءة في الطول ويشهد لمراعاة الفواتح في مناسبة الوضع ما ذكرنا من تقديم الحجر على النحل لمناسبة ذوات (الر) قبلها، وما تقدم من تقديم آل عمران على النساء وإن كانت أقصر منها لمناسبة البقرة، مع الافتتاح ب (الم)، وتوالى الطواسين والحواميم، وتوالى العنكبوت والروم والقمر والسجدة، لافتتاح كل ب (الم)، ولهذا قدمت السجدة على الأحزاب التي هي أطول منها هذا ما فتح الله به وأما ابن مسعود فقدم في مصحفه البقرة على النساء، وآل عمران، والأعراف، والأنعام، والمائدة، ويونس، فراعى الطوال، وقدم الأطوال فالأطول ثم ثنى بالمئين، فقدم براءة، ثم النحل، ثم هود، ثم يوسف، ثم الكهف وهكذا الأطول فالأطول، وذكر الأنفال بعد النور ووجه مناسبتها لها: أن كلا منهما مدنية، ومشتملة على أحكام، وأن في النور (وعَدَ اللَهُ الذينَ آمنوا وعملوا الصالحات ليستَخلِفنهم في الأَرض كما استخلف الذين مِن قبلِهِم) وفي الأنفال (واذكروا إِذ أَنتُم مُستَضعَفون في الأَرض تخافون) ولا يخفى ما بين الآيتين من المناسبة، فإن الأولى مشتملة على الوعد بما حصل، وذكر به في الثانية فتأمل
    سورة براءة
    أقول: عقد عرف وجه مناسبتها، ونزيد هنا أن صدرها تفصيل لإجمال قوله في الأنفال: (وإِما تخافنَّ مِن قومٍ خيانة فانبذ إِليهم على سواء) وآيات الأمر بالقتال متصلة بقوله هنا: (وأَعِدوا لَهُم ما استَطعتُم مِن قوةٍ) ولذا قال هنا في قصة المنافقين: (ولَو أَرادوا الخُروجَ لأَعَدوا لهُ عدة) ثم بين السورتين تناسب من وجه آخر، وهو: أنه سبحانه في الأنفال تولى قسمة الغنائم، وجعل همسها خمسة أخماس، وفي براءة تولى قسمة الصدقات، وجعلها لثمانية أصناف
    -------------------------------------------------------
    سورة يونس

    أقول: قد عرف وجه مناسبتها فيما تقدم في الأنفال ونزيد هنا: أن مطلعها شبية بمطلع سورة الأعراف، وأنه سبحانه قال فيها: (أَن أَنذِر النَّاس وَبشِر الذينَ آمنوا) فقدم الإنذار وعممه، وأخر البشارة وخصصها وقال تعالى في مطلع الأعراف: (لتُنذِرَ بِهِ وذِكرى للمؤمنين) فخص الذكرى وأخرها، وقدم الإنذار، وحذف مفعوله ليعم وقال هنا: (إِنَّ رَبَكُم اللَهُ الذي خَلقَ السمواتِ والأَرضِ في ستةِ أَيام ثُمَ استوى على العَرش) وقال في الأوائل، أي أوائل الأعراف مثل ذلك وقال هنا: (يدبر الأَمر) وقال هناك: (مسخرات بأَمرهِ أَلا لهُ الخلق والأَمر) وأيضاً فقد ذكرت قصة فرعون وقومه في الأعراف، فاختصر ذكر عذابهم، وبسطه في هذه السورة أبلغ بسط فهي شارحة لما أجمل في سورة الأعراف منه
    سورة هود
    أقول: وجه وضعها بعد سورة يونس زيادة على الأوجه الستة السابقة: أن سورة يونس ذكر فيها قصة نوح مختصرة جداً، مجملة، فشرحت في هذه السورة وبسطت بما لم يبسطه في غيرها من السور، ولا في سورة الأعراف على طولها، ولا في سورة (إِنَّا أَرسَلنا نوحاً) التي أفردت لقصته فكانت هذه السورة شارحة لما أجمل في سورة يونس فإن قوله هناك: (واتَبِع ما يوحى إِليك) هو عين قوله هنا: (كتابٌ أُحكِمَت آياتهُ ثُمَ فُصِلت مِن لدن حكيم خبير) فكان أول هود تفصيلاً لخاتمة يونس
    سورة يوسف
    أقول: وجه وضعها بعد سورة هود زيادة على الأوجه الستة السابقة: أن قوله في مطلعها: (نحنُ نَقُصُ عَليكَ أَحسنَ القِصص) مناسبة لقوله في مقطع تلك: (وكلا نقُصُ عليكَ من أَنباءِ ما نُثبت به فؤادك) وأيضاً فلما وقع في سورة هود (فبشرناها بإِسحاق ومِن وراءِ إِسحاق يعقوب) وقوله: (رحمة اللَهِ وبَركاتهِ عليكُم أَهل البيت) ذكر هنا حال يعقوب مع أولاده، وحال ولده الذي هو من أهل البيت مع إخوته، فكان كالشرح لإجمال ذلك وكذلك قال هنا: (ويتمَ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أَتمها على أَبويك مِن قبل إِبراهيم وإسحاق) فكان ذلك كالمقترن بقوله في هود: (رحمة اللَهِ وبَركاتهِ عليكُم أَهل البيت) وقد روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: أن يونس نزلت، ثم هود، ثم يوسف وهذا وجه آخر من وجوه المناسبة في ترتيب هذه السور الثلاث، لترتيبها في النزول هكذا
    سورة الرعد
    أقول: وجه وضعها بعد سورة يوسف زيادة على ما تقدم بعد ما فكرت فيه طائفة من الزمان: أنه سبحانه قال في آخر تلك: (وكأَين مِن آية في السموات والأَرض يمرون عليها وهم عنها معرضون) فذكر الآيات السمائية والأرضية مجملة، ثم فصل في مطلع هذه السورة فقوله (اللَهُ الَذي رَفعَ السمواتِ بغيرِ عمد ترونها ثُم استوى على العرش وسخَّرَ الشمسَ والقمر كلٌ يَجري إِلى أَجلٍ مُسمى يدبر الأَمر يفصل الآيات لعلَكُم بلقاءِ ربكم توقنون وهوَ الذي مدَّ الأَرض وجعلَ فيها رواسي وأَنهاراً ومِن كُلِ الثمرات جعَلَ فيها زوجينِ اثنَينِ يغشى الليلُ والنَهار إِنَّ في ذَلِكَ لآياتٍ لقومٍ يتفكرون وفي الأرض قطع متجاورات وجناتٍ مِن أَعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماءٍ واحد ونُفَضِل بعضها على بعض في الأَكل إِنَ في ذلِكَ لآياتٍ لقومٍ يعقلون) تفصيل الآيات الأرضية هذا مع اختتام سورة يوسف بوصف الكتاب، ووصفه بالحق، وافتتاح هذه بمثل ذلك، وهو من تشابه الأطراف
    سورة إبراهيم
    أقول: وجه وضعها بعد سورة الرعد زيادة على ما تقدم بعد إفكاري فيه برهة: أن قوله في مطلعها: (كتاب أنزلناهُ إِليكَ) مناسب لقوله: في مقطع تلك: (ومن عِندَهُ علم الكتاب) على أن المراد ب (من) هو: الله تعالى جل جلاله وأيضاً ففي الرعد: (ولقَد استهزئ برسُلٍ مِن قبلِكَ فأمليت للذين كفروا ثم أَخذتهم) وذلك مجمل في أربعة مواضع: الرسل، والمستهزئين، وصفة الاستهزاء، والأخذ وقد فصلت الأربعة في قوله: (أَلم يأَتِكُم نبأَ الذينَ مِن قبلِكُم قوم نوح وعاد وثمود)
    سورة الحجر
    أقول: تقدمت الأوجه في اقترانها بالسورة السابقة وإنما أُخرت عنها اقصرها بالنسبة إليها، وهذا القسم من سور القرآن للمئين، فناسب تقديم الأطول، مع مناسبة ما ختمت به لبراعة الختام، وهو قوله: (واعبُد ربَكَ حتى يأَتيكَ اليقين) فإنه مفسر بالموت، وذلك مقطع في غاية البراعة
    وقد وقع ذلك في أواخر السور المقترنة ففي آخر آل عمران: (واتقوا اللَهَ لعلَكُم تُفلِحون) وفي آخر الطواسين: (كل شيء هالك إِلا وجهه أَلاله الحكم وإِليه تُرجَعون) وفي آخر ذوات (الر): (وانتَظِر إِنَهُم مُنتَظرون) وفي آخر الحواميم (كأَنَهُم يومَ يرونَ ما يوعدونَ لم يلبثوا إِلا ساعة من نهار بلاغ) ثم ظهر لي وجه اتصال أول هذه السورة بآخر سورة إبراهيم، فإنه تعالى لما قال هناك في وصف يوم القيامة: (وبرزوا للهِ الواحدِ القَهّار وتَرى المجرمين يومئذٍ مقرنين في الأَصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) قال هنا: (رُبما يود الذينَ كفروا لو كانوا مسلمين) فأخبر أن المجرمين المذكورين إذا طال مكثهم في النار ورأوا عصاة المؤمنين الموحدين قد أخرجوا منها، تمنوا أن لو كانوا في الدنيا مسلمين وذلك وجه حسن في الربط، مع اختتام آخر تلك بوصف الكتاب، وافتتاح هذه به، وذلك من تشابه الأطراف
    سورة النحل
    أقول: وجه وضعها بعد سورة الحجر: أن آخرها شديد الالتئام بأول هذه، فإن قوله في آخر تلك: (واعبُد ربَكَ حتى يأَتيكَ اليقين) الذي هو مفسر بالموت، ظاهر المناسبة لقوله هنا: (أَتى أَمرُ اللَه) وانظر كيف جاء في المقدمة بيأتيك اليقين، وفي المتأخرة بلفظ الماضي، لأن المستقبل سابق على الماضي، كما تقرر في المعقول والعربية وظهر لي أن هذه السورة شديدة الاعتلاق بسورة إبراهيم، وإنما تأخرت عنها لمناسبة الحجر، في كونها من ذوات (الر) وذلك: أن سورة إبراهيم وقع فيها ذكر فتنة الميت، ومن هو ميت وغيره، وذلك أيضاً في هذه بقوله: (الذينَ تتوفاهُم الملائكة ظالمي أَنفُسَهُم) فذكر الفتنة، وما يحصل عندها من الثبات والإضلال، وذكر هنا ما يحصل عقب ذلك من النعيم والعذاب ووقع في سورة إبراهيم: (وقَد مَكروا مَكرَهُم وعِندَ اللَهِ مكرُهُم وإِن كانَ مكرُهُم لتزول منه الجبال) وقيل: إنها في الجبار الذي أراد أن يصعد السماء بالنسور ووقع هنا أيضاً في قوله: (وقد مكرَ الذينَ من قبلهم) ووقع في سورة إبراهيم ذكر النعم، وقال عقبها: (وإِن تعُدوا نعمة اللَهِ لا تحصوها) ووقع هنا ذكر معقباً بمثل ذلك
    سورة بني اسرائيل
    اعلم أن هذه السورة والأربع بعدها من قديم ما أنزل اخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال في بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء (من العتاق الأول، وهن من تلادى) وهذا وجه في ترتيبها، وهو اشتراكها في قدم النزول، وكونها مكيات، وكونها مشتملة على القصص وقد ظهر لي في وجه اتصالها بسورة النحل: أنه سبحانه لما قال في آخر النحل: (إِنما جعلَ السبت على الذين اختلفوا فيه) فسر في هذه شريعة أهل السبت وشأنهم، فذكر فيها جميع ما شرع لهم في التوراة، كما أخرج ابن جرير عن إبن عباس أنه قال: (التوراة كلها في خمس عشرة آية من سورة بني إسرائيل) وذكر عصيانهم وفسادهم، وتخريب مسجدهم، ثم ذكر استفزازهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وإرادتهم إخراجه من المدينة ثم ذكر سؤالهم إياه عن الروح، ثم ختم السورة بآيات موسى التسع، وخطابه مع فرعون: وأخبر أن استفزازهم للنبي صلى الله عليه وسلم ليخرجوه من المدينة هو وأصحابه كنظير ما وقع لهم مع فرعون لما استفزهم، ووقع ذلك أيضاً ولما كانت هذه السورة مصدرة بقصة تخريب المسجد الأقصى اسرى بالمصطفى إليه، تشريفاً له بحلول ركابه الشريف فلله الحمد على ما ألهم
    سورة الكهف
    قال بعضهم: مناسبة وضعها بعد سورة الإسراء: افتتاح تلك بالتسبيح وهذه بالتحميد، وهما مقترنان في القرآن وسائر الكلام بحيث يسبق التسبيح التحميد، نحو: (فسبِح بحمدِ ربك) وسبحان الله وبحمده قلت: مع اختتام ما قبلها بالتحميد أيضاً، وذلك من وجوه المناسبة بتشابه الأطراف ثم ظهر لي وجه آخر أحسن في الاتصال وذلك: أن اليهود أمروا المشركين أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاثة أشياء: عن الروح، وعن قصة أصحاب الكهف، وعن قصة ذي القرنين وقد ذكر جواب السؤال الأول في آخر سورة بني إسرائيل، فناسب اتصالها بالسورة التي اشتملت على جواب السؤالين الآخرين فإن قلت: هلا جمعت الثلاثة في سورة واحدة؟ قلت: لما لم يقع الجواب عن الأول بالبيان، ناسب فصله في سورة

    ثم ظهر لي وجه آخر: وهو أنه لما قال فيها: (وما أُوتيتُم مِن العلمِ إِلا قليلا) والخطاب لليهود، واستظهر على ذلك بقصة موسى في بني إسرائيل مع الخضر، التي كان سببها ذكر العلم والأعلم، وما دلت عليه من إحاطة معلومات الله عز وجل التي لا تحصى، فكانت هذه السورة كإقامة الدليل لما ذكر من الحكم وقد ورد في الحديث أنه لما نزل: (وما أُوتيتُم مِن العلمِ إِلا قليلا) قال اليهود: قد أُوتينا التوراة، فيها علم كل شيء، فنزل: (قُل لو كانَ البحرُ مِداداً لكلمات رَبي لنَفدَ البحر قبلَ أَن تنفد كلمات ربي ولَو جِئنا بمثلهِ مدداً) فهذا وجه آخر في المناسبة وتكون السورة من هذه الجهة جواباً عن شبهة الخصوم فيما قدر بتلك وأيضاً فلما قال هناك: (فإِذا جاءَ وعد الآخرةِ جِئنا بكُم لفيفاً) شرح ذلك هنا وبسطه، بقوله: (فإِذا جاءَ وعد ربي جعله دكاء) إلى (ونُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاً وعرضنا جهنم يومئذٍ للكافرين عرضاً) فهذه وجوه عديدة في الاتصال
    سورة مريم
    أقول: ظهر لي في وجه مناسبتها لما قبلها: أن سورة الكهف اشتملت على عدة أعاجيب: قصة أصحاب الكهف، وطول لبثهم هذه المدة الطويلة بلا أكل ولا شرب، وقصة موسى مع الخضر، وما فيها من الخارقات، وقصة ذي القرنين وهذه السورة فيها أعجوبتان قصة ولادة يحيى بن زكريا، وقصة ولادة عيسى، فناسب تتاليهما وأيضاً فقد قيل: إن أصحاب الكهف يبعثون قبل قيام الساعة، ويحجون مع عيسى ابن مريم حين ينزل، ففي ذكر سورة مريم بعد سورة أصحاب الكهف مع ذلك - إن ثبت - ما لا يخفى من المناسبة وقد قيل أيضاً: إنهم من قوم عيسى، وإن قصتهم كانت في الفترة، فناسب توالى قصتهم وقصة نبيهم
    سورة طه
    أقول: روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: ان طه نزلت بعد سورة مريم، بعد ذكر سورة أصحاب الكهف وذلك وحده كاف في مناسبة الوضع، مع التآخي بالافتتاح بالحروف المقطعة وظهر لي وجهه آخر، وهو: أنه لما ذكر في سورة مريم قصص عدة من الأنبياء، وهم: زكريا، ويحيى، وعيسى، الثلاثة مبسوطة وإبراهيم، وهي بين البسط والإيجاز وموسى، وهي موجزة بجملة أشار إلى بقية النبيين في الآية الأخيرة إجمالاً وذكر في هذه السورة شرح قصة موسى، التي أجمل هناك، فاستوعبها غاية الاستيعاب، وبسطها أبلغ بسط، ثم أشار إلى تفصيل قصة آدم، الذي وقع مجرد اسمه هناك ثم أورد في سورة الأنبياء بقية قصص من لم يذكر في مريم، كنوح، ولوط، وداود، وسليمان، وأيوب وذي الكفل، وذي النون، وأشير إلى قصة من ذكرت قصته إشارة وجيزة، كموسى، وهارون، وإسماعيل، وزكريا، ومريم، لتكون السورتان كالمتقابلتين وبسطت فيها قصة إبراهيم البسط التام فيما يتعلق به مع قومه، ولم تذكر حاله مع أبيه إلا إشارة كما أنه في سورة مريم ذكر حاله مع قومه إشارة، ومع أنه مبسوطاً فانظر إلى عجيب هذا الأسلوب، وبديع هذا الترتيب
    ابو سماء
    ابو سماء
    عضو جديد
    عضو جديد


    أسرار ترتيب سور القرآن الكريم ( الجزء الثاني ) Empty رد: أسرار ترتيب سور القرآن الكريم ( الجزء الثاني )

    مُساهمة  ابو سماء الإثنين 05 أبريل 2010, 9:26 pm

    جزاك الله خير وجعله فى ميزان حسانتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 22 نوفمبر 2024, 8:34 am